أن تكون رائد أعمالٍ ناجحاً لايعني أن تتوقف عند فكرتك الكبيرة وحسب، بل عليك أن تتعلم كيف تكون رائد أعمال ذكياً أيضاً. يعد الإبداع ضرورياً لتطوير الأفكار الإبداعية؛ لذا ينبغي على رواد الأعمال الذين يرغبون في تحويل الابتكار إلى أكثر من مجرد هواية أن يغيروا أفكارهم، فلا يقتصر دور رائد الأعمال الناجح فقط على إنشاء أحدث آلة أو أداة. فمن السهل أن نفهم سبب شعور العديد من المخترعين بأنه بمجرد تقديم براءة الاختراع يكتمل تصميم منتجاتهم ويدخل اختراعهم حيز الإنتاج، فيجلسون في المنزل أحراراً تقريباً، بينما تُسوق منتجاتهم في السوق.
وعلى أي حال لقد استغرق ذلك منهم الكثير من الوقت والجهد للوصول إلى هذه النقطة. ولا تزال المبيعات في الواقع تُثقل كاهل رائد الأعمال الناجح، ولا ينبغي الاستهانة بها. ولتكون رائد أعمال ناجحاً، عليك البحث عن طرق لتسويق المنتج ووضع استراتيجية مبيعات واضحة. ومن الضروري التعامل مع العملية من منظور العمل لإطلاق منتج ناجح. ولحسن الحظ لا يعني هذا أنك بحاجة إلى ماجستير في إدارة الأعمال أو حتى تجربة محددة في عالم الأعمال، بل ببساطة يجب أن تكون ذكياً في إدارة الأعمال كما كنت عند تطوير فكرتك. ويجب أن يكون لديك بالفعل عقل مبتكر وروح خلاقة، وتحتاج ببساطة في النهاية إلى نقل هذه الصفات إلى إدارة الأعمال.
وفيما يلي بعض النصائح لمساعدتك في تجنب بعض الأخطاء الأكثر شيوعاً التي يرتكبها رواد الأعمال عند إدارة العمل التجاري:
عوامل نجاح رواد الأعمال: فهم قيمة براءة الاختراع
يهرع العديد من رواد الأعمال إلى التقدم بطلب للحصول على براءات الاختراع قبل القيام بأي شيء آخر. وعلى الرغم من أن براءة الاختراع يمكن أن تكون أداة قيمة لحماية منتجك، لكنها ليست شرطاً وليست بالضرورة الخطوة الأولى التي يجب اتخاذها. ويجب أن تتأكد من إجراء تقييم دقيق فيما إذا كنت بحاجة فعلياً إلى الحصول على براءة اختراع على الفور، أو إذا كان من الأفضل إنفاق أموالك على تطوير منتجك وتصنيعه والاستفادة من المنافسين المحتملين في السوق.
عوامل نجاح رواد الأعمال: استخدام الممارسات الذكية في الأعمال
إنك تجري كل يوم عمليات شراء وقرارات بشأن الاستثمارات والتأمين ومتابعة العديد من الأعمال الأخرى التي تحافظ على إدارة أسرتك. لذا استخدم نفس المنظور المنطقي عند إنشاء عمل تجاري لدعم منتجك وتسويقه. وهذا يعني التسويق في الشركة المصنعة المناسبة وتقديم نفسك بشكلٍ احترافي عند التسويق لمنتجك إلى تجار التجزئة أو الموزعين المحتملين سواءً كتابياً أو شخصياً، ومراقبة بياناتك المالية عن كثب. ويعد الفهم الأساسي لهوامش الربح وحدودها أمراً ضرورياً لرواد الأعمال الناجحين، ومتابعة كل دولار من دخلك ونفقاتك هو أمر بالغ الأهمية.
عوامل نجاح رواد الأعمال: التسويق الجيد للمنتج
لا يكفي ابتكار المنتج في الحصول على المستهلكين؛ وذلك لأن عامة الناس لا يعرفونه. فمع سيطرة تجار التجزئة على السوق -حيث يجب أن يتنافس منتجك مع المنتجات ذات العلامات التجارية الخاصة بالمتجر- فإنهم يترددون في التخلي عن تلك المساحة ما لم يكن هناك دليل قوي على طلب المستهلكين لمنتجك. لذا هناك حاجة إلى خلق وعي بالمنتج حتى يبحث المستهلكون عنه ويشترونه، وهذا يتطلب بعض الدهاء في تسويق المنتجات. ويوجد العديد من طرق التسويق للمنتجات والتي لا تتطلب ميزانية إعلانية ضخمة، كالبريد الإلكتروني والعلاقات العامة وتَلَفُظ الكلمات فهي مجرد أفكار قليلة التكلفة. إضافة إلى التخطيط لحضور المعارض التجارية ذات الصلة لتقديم منتجك إلى تجار التجزئة المحتملين ومندوبي المبيعات والموزعين.
عوامل نجاح رواد الأعمال: الثقافة
لا يتوقف رائد الأعمال الناجح أبداً عن التعلم. وحتى إذا لم يكن هناك خلفية عن الأعمال، فهناك العديد من الموارد المتاحة التي ستساعدك على تعلم الممارسات الذكية في الأعمال. فيجب إجراء البحث وقراءة كتب ريادة الأعمال ذات الصلة ومواكبة المنشورات المتعلقة بالأعمال. وستندهش من مقدار ما ستتعلمه عن جميع جوانب إدارة الأعمال من تطوير المنتج والتمويل وتسويق المنتجات والمبيعات وغيرها الكثير.
عوامل نجاح رواد الأعمال: الإلمام بمحاور الترخيص
إذا كنت تحب تطوير منتجات ولكنك لا ترغب في التعامل مع إدارة أعمالك الخاصة، فقد يكون ترخيص فكرتك هو الطريق الذي يجب أن تسلكه. ويجب أن يدرك رواد الأعمال الناجحون الحاجة إلى اتباع نهج حكيم في العمل، فلن تَضرِب الشركات باب منزلك لترخيص اختراعك. فهذا يتطلب جهداً من جانبك، بما في ذلك تطوير نموذج العمل أو العرض التقديمي والبحث عن المرخصين المحتملين وإنشاء بحث حول السوق المستهدف وعرض تقديمي احترافي. وبهذه الطريقة ستؤخذ على محمل الجد من قبل شركاء الأعمال المحتملين.
ويعد قمة الجنون أن يتخلى رواد الأعمال عن عملهم بعد أن أمضوا فيه سنواتٍ أو عقود وأنفقوا مئات الآلاف من الدولارات على بناء علامتهم التجارية وتطوير قاعدة عملاء، من أجل إعادة بناء مشروع تجاري جديد، وخاصة إذا فعلوا ذلك بشكلٍ متسرع أو عشوائي. ولكن هناك العديد من الأسباب التي تدفع رواد الأعمال الناجحين إلى إعادة بناء مشروع تجاري جديد تماماً. وممكن أن يكون أفضل قرار تجاري يتخذه على الإطلاق إذا تم ذلك بشكل مدروس.
يبني رواد الفنون الإبداعية -بمافيهم أصحاب المعارض الذين يرغبون في تحويل الجماهير إلى جامعين للفن وأصحاب الأعمال اليدوية الذين يمزجون بين الفن والعلوم- مشاريعاً تجارية جديدة تساعد على تنشيط المدن والبلدات في جميع أنحاء البلاد. لذا أُجريت أبحاث لمعرفة مَن الذي ينشئ هذه الطبقة الإبداعية المتنامية وكيف تسهم في الاقتصادات الصغيرة والكبيرة. ولاحظ Steve Strauss -وهو متحدث وكاتب في مجال الأعمال وصحفي عمود في مجلة USA Today- أن مطعماً إيطالياً يتمتع بشعبية كبيرة في حي Portland بولاية Ore، قد توقف عن العمل. ولم يفكر في أي شيء إلا بعد أسبوع عندما أعيد فتحه محل للبرجر بمظهر جديد واسم جديد ونفس الرجل المالك. يقول Steve تحدثت إلى المالك وقلت له: "أنت تخاطر بفقد علامتك التجارية. لماذا قمت بهذا التغيير الكبير؟ فأجاب: "أن الاقتصاد قد تغير ولم تسمح له تلك العلامة التجارية الإيطالية الراقية بالنمو بالطريقة التي يريدها. فقد شعر بالحاجة إلى إعادة بناء عمله التجاري."
وهناك دليل من خمس خطوات يساعد رواد الأعمال الناجحين في إعادة بناء مشروع تجاري جديد بشكلٍ مدروس دون أن يؤثر ذلك في مسيرتهم المهنية:
معرفة الوقت المناسب لإعادة بناء المشروع التجاري
تتمثل الخطوة الأولى باتخاذ القرار فيما إذا كان الوقت مناسب لإعادة بناء المشروع التجاري أم لا. إذ يقضي رواد الأعمال السنوات الثلاث الأولى في بدء المشروع التجاري، ثم يدخلون في مرحلة النمو لمدة ثلاث أو أربع سنوات، ثم يصلون إلى الحدود التي رسموها أو يفقدون روح التحدي في العمل مما يدفعهم إلى تجربة شيء مختلف. وهناك العديد من العوامل التي يمكن أن تدفع رواد الأعمال الناجحين نحو إعادة بناء مشاريعهم التجارية، وربما يكون ذلك بقضاء وقت أكثر مع العائلة. أو تغير السوق وإعادة تشكيل الاقتصاد لقاعدة العملاء والشعور بالملل، كلها أسباب مشروعة للتغيير. لكن عليك أن تكون عملياً؛ لأن أي تغيير ينطوي عليه الكثير من المخاطر. فإذا كنت تدفع لأولادك في الكلية وكان لديك تدفق نقدي ثابت، فقد تضطر إلى إيقاف التغيير لبضع سنوات أخرى.
تحديد نوع التغيير المراد بعد اتخاذ قرار إعادة بناء المشروع التجاري
ينبغي تحديد نوع التغيير الضروري لتحقيق أهدافك، وبمجرد أن تتخذ قراراً بالتغيير نحو الأفضل، عليك أن تقرر إذا كنت ستجري تعديل بسيط أو إصلاح كبير، وعليك أن تقرر ما هو الأفضل لعلامتك التجارية، لأنها مسألة نظر إلى كفاءاتك الأساسية والتشبث بما تفضله. فلدى رواد الأعمال الكثير من الأفكار لكنهم لا يملكون الوقت الكافي لتنفيذها وتحويلها إلى مشاريع تجارية.
والمرحلة الأولى المُطلقة هي اتخاذ قرار باستبعاد كل تلك الأفكار الأخرى والتركيز على فكرة واحدة، ثم اتخاذ القرار وهو أصعب ما يفعله رواد الأعمال. وتكون أسهل طريقة لمعرفة ما يجب تغييره وبأي درجة بأخذ نظرة إلى الخلف، فهل أنت مهتم بشكلٍ رئيسي بتقليل الساعات التي تقضيها في المكتب؟ أو هل سئمْتَ من بيع اللوازم المكتبية وتفكر في افتتاح مخبز للكلاب؟ فبمجرد أن تتضح أهدافك وقيمك، يصبح لديك بوصلة لإرشادك ومساعدتك في تحديد الأفكار الجيدة والرائعة لإعادة بناء مشروعك التجاري بشكلٍ جيد.
اتباع الخطة لإعادة بناء المشروع التجاري
الخطوة التالية هي شيء يجب أن يتمتع به كل رائد أعمال ناجح من أجل وضع خطة عمل واتباعها. عليك أن تتصرف كما لو كنت تبدأ من الصفر، وعليك أن تفكر ملياً في الأمر لمعرفة من هم المنافسون، وكيف ستهزمهم، وما هي التكاليف. ويُقترح أن تُشارك خططك مع أصحاب الأعمال الآخرين أو مجموعة العقل المدبر. إذ يميل رواد الأعمال الناجحون إلى الاعتماد على الحدس كثيراً، لكن عليك التأكد أن الآخرين يرون أن خطتك جيدة أيضاً.
تنفيذ العمليات التي تتطلبها إعادة بناء المشروع التجاري
من المحتمل أن تدير مشروعين تجاريين في آن واحد خلال الفترة الانتقالية بالتخلص التدريجي من نموذج العمل القديم وتصعيد النموذج الجديد. وتعني إعادة بناء المشروع التجاري في بعض الأحيان إدارة شركتين تجاريتين في نفس الوقت لمدة عام تقريباً. إنه أمر ساحق وغالباً ما يكون رواد الأعمال متحمسين جداً للنموذج الجديد، فهم يريدون التخلي عن النموذج القديم. وهذا يشبه الطلاق الطويل قبل الالتزام بعلاقة جديدة. وهذا ليس ممتعاً على الإطلاق. والحل هو إنشاء إستراتيجية إنهاء مُفَصَلَة للعمل، وإتاحة الوقت للتفاوض على عقود إيجار جديدة أو جلب موظفين جدد أو تدريب الموظفين الحاليين. فكن شفافاً خلال عملية إعادة بناء المشروع التجاري برمتها مع البائعين والعملاء والموظفين والأهم من ذلك عائلتك. وأخبر الجميع بوجود التغييرات ووقت حدوثها وأهميتها بالنسبة لهم.
قررت Pamela Wilson -مستشارة التسويق في Lehigh Valley - وهي في خضم عملية إعادة بناء عملها التجاري، تقليص حجم عملائها الفرديين والوصول إلى جمهور أوسع بعد إدارة شركة تسويق وتصميم لمدة 20 عاماً. ففي عام 2010، ابتكرت دورة تسويقية (افعلها بنفسك) للشركات الصغيرة وتسمى "Big Brand System". وتقول:"لقد كان من الصعب التوفيق بين مشروعين تجاريين، لكنني أحصل الآن على دخلي مناصفة من المشروعين. وبنهاية العام المقبل أخططُ لشركة جديدة تحقق 75 بالمائة من الدخل."
إدارة ومراقبة عملية إعادة بناء المشروع التجاري
يمكن حتى لأولئك الملتزمين بخطط أعمالهم البدء بالانحراف. ويُقترح طلب المساعدة الخارجية، فيجب أن يتعرض رواد الأعمال إلى رفض الناس، مما يمنعهم من الخروج في اتجاهات مجنونة. ويمر بعض الأشخاص بمرحلة حزن شديد لأنهم تخلوا عن عمل صنعوه ويجب عليهم نسيانه. لكن يمكنك العمل على كثير من الأشياء وإن لم تفعل، فستعود وأنت نادم بشدة. ورغم صعوبة هذه العملية، تعد إعادة بناء المشروع التجاري بمنزلة الاندفاع. إنه وضع مثير أن يُعيد رواد الأعمال الناجحون بناء أنفسهم ومشاريعهم التجارية برأس مال وخبرة 10 أو20 عاماً دون ارتكاب أي خطأ.
هناك العديد من رواد الأعمال الذين أنفقوا آلاف الدولارات -قد تكون مدخرات حياتهم- على تطوير منتجات موجودة بالفعل أو منتجات لن يشتريها الناس حتى. فيجب أن يكون هناك طلب على المنتج من أجل بيعه للناس. فكيف يمكنك معرفة هذا؟ ابحث قبل ان تنفق الكثير من الوقت والمال في مشروعك، فيمكن أن يؤدي البحث السريع عبر الإنترنت إلى طرح أفكار متشابهة أو متنافسة. ويمكن أن يخبرك إذا تمكن المنافس من تسويق منتجه أم لا.
