يواجه رواد الأعمال الكثير من التحديات والصعوبات خلال السنين الأولى من تأسيس الشركة الناشئة أو المشروع التجاري، ومن أبرز تلك الصعوبات إنهاء الشراكة مع الشريك المؤسس. وبالنظر إلى نتائج الإحصائيات التي تم إجراؤها فإنها ليست لصالح الشركات، إذ تصل معدلات تفكك الشركات إلى 20-30% وهي أعلى من معدلات الطلاق!
مفهوم حل الشراكة
يعرف حل الشراكة على أنه إنهاء علاقة الشراكة القانونية المجردة بين الشركاء المؤسسين. تتعدد الأسباب التي تؤدي إلى إنهاء الشراكة، مثل: رغبة أحد الشركاء بالتقاعد، عجز الشريك بسبب صحي أو الوفاء أو أي سبب آخر، ربما يستمر بقية الشركاء بالتالي لا يتم حل الشراكة بشكل كامل.
يمكن أن يأخذ حل الشراكة عدة أشكال كتغيير نسبة مشاركة الأرباح، تقاعد الشريك أو وفاته، انتهاء مدة الشراكة، إنهاء العمل على المشروع المحدد، حل الشراكة باتفاقية وغيرها.
هل تملك اتفاقية شراكة؟
قبل بدء الشراكة بين المؤسسي يتم وضع اتفاقية شراكة مكتوبة من قبل محامي مختص، تضم جميع التفاصيل المتعلقة بكيفية سير العمل (في حال وجود شريك واحد أو أكثر) وطرق إدارة الصراعات في حال حدوثها وخطوات إنهاء الشراكة. تتيح اتفاقية الشراكة التعامل بمرونة مع كافة التغييرات التي تحصل بين الشركاء أو في الشركة، وبدون وجود هذه الاتفاقية يصبح من الصعب والمكلف إغلاق الشركة أو حل الشراكة.
إذا بدأت الشركة الناشئة بالفشل، فإن معرفة الخطوات الصحيحة لإنهاء الشراكة مع الشريك المؤسس قد تنقذك من الوقوع في أزمة علاقات عامة. اتبع الخطوات الآتية لحل الشراكة مع الشريك المؤسس وخذ بعين الاعتبار بعض العلامات التحذيرية التي يجب أن تتوخى الحذر منها:
خطوات إنهاء الشراكة: التخطيط للمستقبل الغير متوقع
يتغير مجال ريادة الأعمال وكذلك رواد الأعمال مع مرور الوقت، لذلك يجب التخطيط لجميع الاحتمالات الغير متوقعة بشكل استباقي وبمنتهى الذكاء، على سبيل المثال: في حال حدوث صراع مع الشريك المؤسس، يمكنك وضع استراتيجيات في حال حصول نزاعات بين المؤسسين. وماذا تفعل في حالة الوفاة أو حدوث إصابات كارثية أو ربما خلافات شخصية، وكيف ستؤثر تلك الاحتمالات على عملك في المستقبل؟
لذلك ينبغي عليك رؤية المستقبل البعيد مع الشريك المؤسس، ربما تتخيل أنكما سوف تتشاركان في السكن وتسير الأمور على ما يرام، يبدو أن الأمر لطيف لكنه لن يدوم للأبد. فعلى سبيل المثال: انفصل مؤسسا فيسبوك إدواردو سافرين ومارك زوكريبرج بشكل أسطوري، وأطاح الرئيس التنفيذي لشركة أبل في الثمانينيات ستيف جوبز لعدة سنوات، وانفصلت مجموعات موسيقية لا حصر لها على المستوى المهني والشخصي على مر العقود، بمعنى أخر قد يحدث الانفصال لأي شخص، لذا استعد للأمر.
خطوات إنهاء الشراكة: معرفة العلامات التحذيرية
عندما تتراكم المشاكل بمرور الوقت وتتداخل فيما بينها، تتحول إلى عوامل تساعد على فشل الشراكة. تتضمن بعض العلامات الأكثر شيوعاً لفصل الشراكة ما يلي:
علامات حل الشراكة: عدم تحمل المسؤولية من قِبل أحد الشركاء
يُعرض التقسيم الغير متوازن للمسؤوليات الشريك للمزيد من الضغط، كأن يتولى أحد الشركاء مسؤولية أغلب المهام والعمليات في الشركة بينما يتمتع الآخر بتحصيل الفوائد، ذلك يؤدي لنشوء توترات في علاقة الشراكة بينهما. فمن المهم إحداث التوازن بين الشركاء وتقسيم العمليات بينهما قبل بدء الشراكة، لأن الشعور بالتوازن يمنع حدوث الصراعات المحتملة.
ويعني الحفاظ على التوازن أنه يجب عليك البقاء على تواصل جيد مع الشريك المؤسس، لأن مصطلح التوازن يمكنه أن يكون له العديد من التعريفات في مجال الأعمال، فقد يشعر أحد المؤسسين و كأنه مُثقل بإدارة العمليات التجارية اليومية بشكل غير عادل، فعندما يشعر أحد الشركاء أنه لا يستطيع التعبير عن نفسه سيؤدي ذلك إلى انعدام التوازن وبالتالي نشوء مشاكل في علاقة الشراكة بين المؤسسين والتي لا يمكن إصلاحها، لهذا ابقَ على تواصل مع الشريك المؤسس.
علامات حل الشراكة: الاختلاف بشدة بشأن اتخاذ القرارات الأساسية
تعتبر الخلافات جزءاً من أي علاقة عمل، ولتجاوز الخلافات الجوهرية في فلسفة الأعمال واتخاذ القرارات الصحيحة يجب على الشركاء تعلم كيفية التعاون بفعالية. إذ يمكن أن تؤدي الخلافات إلى مشاكل تشغيلية لا يمكن حلها، ويمكن أن تؤدي الخلافات حول التوظيف أو الشؤون المالية أو خدمات العملاء إلى تعميق إي خلاف بين الشركاء.
علامات حل الشراكة: اتباع أساليب مختلفة في العمل
قد تجتمع مختلف الشخصيات معاً على صعيد العلاقات الشخصية أو شراكات العمل، لذلك عندما تريد بدء شراكة مع شريكٍ ما يجب مناقشة أساليب العمل المُتبعة، إذ يُفضل بعض رواد الأعمال اتباع روتين معين والحفاظ على تناسق العمل، بينما يُفضل الآخرون إنجاز المهام عندما يشعرون بذلك بدلاً من الاعتماد على الجدول الزمني المحدد، فغالباً ما تؤدي أساليب العمل المتعارضة إلى تفاقم الخلافات الرئيسة الأخرى.
خطوات إنهاء الشراكة: إنهاء الشركة بوضوح
خلال تصاعد التوترات بين الشركاء المؤسسين، يمكن إنهاء الشراكة بسرعة أو تحويل الانقسام إلى ثأر شخصي. وإذا وصلت إلى نقطة اللاعودة، استخدم هذه النصائح لإنهاء الشراكة بشكل احترافي:
إنهاء الشراكة: التواصل مع الشريك المؤسس بهدوء
أعطي نفسك بعضاً من الوقت للتخلص من الشعور بالإحباط و الأذى، أو ربما الشعور بالخيانة، ولا تتواصل مع أي أحد بالشركة خلال ذلك الوقت. وحالما تتمكن من فصل مشاعرك عن قرارات العمل، ابدأ التفاوض واتخاذ القرارات التي تفيد الشركة والعمل على إنهاء الشراكة بالشكل الأمثل.
إنهاء الشراكة: حدد أولوياتك
حدد الأمور الأكثر أهمية بالنسبة لك في الشركة، وقيم العواقب المالية والتشغيلية لعملية الشراء أو أي حل آخر، وبعدها اختر الحل الأمثل. من ثم حدد الالتزامات المالية والوضع المالي الشخصي والأهداف المهنية المستقبلية قبل اتخاذ القرار بشأن أي شروط لم يتم الاتفاق عليها مسبقاً في خطة إنهاء الشراكة.
إنهاء الشراكة: طلب المساعدة من الخبراء
يمكن أن يقدم المحامين أو المستشارين الماليين مشورة احترافية حول كيفية إنهاء الشراكة، وما هي الشروط التي يجب طلبها ومتى يتم الانتهاء من اتخاذ القرارات، قد تحتاج إلى أعادة النظر إلى عقد الشركة وفهم كامل للشؤون المالية للشركة لحماية مصالحك قبل اتخاذ أي استراتيجية خروج.
ما الفرق بين حل الشراكة وحل الشركة؟
توضح النقاط الموضحة أدناه الفرق بين حل الشراكة وحل الشركة، على أسس مختلفة:
كما أشرنا سابقاً، يُعرف حل الشراكة على أنه إنهاء العلاقة بين الشركاء المؤسسين للشركة، ومن جانب آخر يتم حل الشراكة لوقف الشركة بأكملها بما في ذلك العلاقة بين جميع الشركاء.
يتم حل الشراكة بالاتفاق بين جميع الأطراف بشكل طوعي، على النقيض يتم حل الشركة إما طوعاً أو إجبارياً.
لا يؤدي حل الشراكة إلى إيقاف العمل بأكمله لأنه يستمر بوجود بقية الشركاء، أما حل الشركة يُنهي العمل ويؤدي إلى إغلاق الشركة.
عند حل الشراكة ينبغي تقييم الأصول مرة أخرى وإعادة وضع التزامات جديدة.
في حال حل الشراكة لا تُغلق دفاتر حسابات الشركة، ولكن تُغلق جميع الحسابات عند حل الشركة.
على سبيل المثال: لنفترض وجود شركة لها ثلاثة شركاء، إذا قرر أحد الشركاء التقاعد عندها يواصل الشريكان المتبقيان العمل مع تغير نسبة المشاركة والأرباح، وهذا يعني حل الشراكة.
يؤدي حل الشراكة إلى إنهاء الاتفاقية القديمة بين الشركاء واستبدالها بالاتفاقية الجديدة، قد يكون إنهاء الشراكة أمراً صعباً، وفي بعض الأحيان يمر الشركاء المؤسسون بانفصال على المستوى المهني والعاطفي في نفس الوقت. لذلك من المفيد فصل العاطفة عن العمل لتجنب الصراعات غير الضرورية.
