يمكن لرواد الأعمال إدارة وتطوير الشركات الناشئة بشكل استراتيجي من خلال الاستثمار تلك الشركات الناشئة. ويمثل التدفق النقدي أساساً مهماً لنجاح الشركات الناشئة والمشاريع التجارية، وعندما لا تقوم الشركة الناشئة بتأمين المبلغ المناسب من الاحتياطيات النقدية للاستمرار في العمل أو تطوير الشركة الناشئة من أجل الاستعداد للمستقبل، يجب على الرئيس التنفيذي إحداث تغييرات لضمان استمرارية العمل وتنمية مستقبل الشركة الناشئة. فلا تملك عدد كبير جداً من الشركات الناشئة رؤية أكبر أو الأموال اللازمة لتأمين رواتب الموظفين.

في عام 2020، بلغ نمو الأجور الحقيقي 1.1٪ وفقاً لمؤشر PayScale، ووجدت PayScale أن متوسط ​​الأجور عند تعديله وفقاً للتضخم انخفض فعلياً بنسبة 8.8٪ منذ عام 2006. عندما تطبق هذه المؤشرات المالية على الشركات الناشئة، فهذا يعني أن تطوير الشركة الناشئة وتنمية الإيرادات يتراجعان ويصعب الحصول عليهما في السنوات الأخيرة مقارنة بما كان عليه الحال قبل عقد من الزمان.

مع وجود صعوبة أكبر في الحصول على الأموال، يجب على مؤسسي الشركات الناشئة التفكير بعمق في النسبة المئوية التي يجب أن تحصل عليها شركاتهم كسيولة نقدية وفي فرص الاستثمار في الشركات الناشئة لاستخدام الأموال النقدية من أجل التطوير.

يعني الإشراف الجيد على المشاريع أن الرؤساء التنفيذيين سيأخذون في الاعتبار جميع السبل لاستخدام المبيعات والأرباح الحالية لضمان أفضل عائد على الاستثمار، إلا أن عدد كبير من رواد الأعمال لا يفكرون أبداً في أخذ جزء من إيرادات شركاتهم واستثمار الأموال في الشركات الناشئة لتحقيق الربحية في المستقبل. سيركز القائد الذي يشرف على أعماله بفعالية على الربحية مع الغرض والأرباح المستقبلية المستخدمة بطريقة مربحة. كما أن القائد الحكيم لا يتخلص من جميع موارده على الفور، ولكنه بدلاً من ذلك سيخصص بعض الموارد جانباً للنمو المستقبلي.

 

حقائق عن الاستثمار في الشركات الناشئة وتطويرها

الاستثمار في الشركات الناشئة يعد استراتيجية طويلة المدى ومهم لمستقبل الشركة، إذ نلاحظ وجود عنصرين أساسيين تبعاً لهذه الحقيقة الأساسية:
أولاً، يتحقق عائد الاستثمار عادةً بعد فترة طويلة قد تشمل سنوات، ويعد الاستثمار في الشركات الناشئة استراتيجية طويلة الأجل، ولا يمكن الوصول للثراء بسرعة.

ثانياً، العائد على الاستثمار غير مضمون، إن استثمار المال في الشركات الناشئة لا يضمن أن تلك الشركات سوف تحقق النتائج المرجوة، إذ دائماً ما يكون الإنفاق محفوفاً بالمخاطر. ما لم يتم إنفاق الأموال على الأمور المهمة والقيمة، لن تملك الشركات الناشئة فرصة لتحقيق أرباح مستقبلية وبالتالي لا يمكن تطوير تلك الشركات الناشئة. ينطوي الاستثمار في الشركات الناشئة دائماً على مخاطر كبيرة، ولكن لا يمثل الاستثمار الخطوة الأكثر خطورة التي يمكن أن تتخذها كرائد أعمال.

 

تنويع الاستثمار في الشركات الناشئة

يجب أن يفهم القادة أنه كلما زادت استثماراتهم في الشركات الناشئة، زاد احتمال أن ينتج عن أحد هذه الاستثمارات نجاحات باهرة. إذ تعتمد صناديق الاستثمار المشتركة أو غيرها من محافظ الأوراق المالية المتنوعة على مبدأ رئيسي يتمثل في الاستثمار في عدد أكبر في الشركات الناشئة على الرغم من معرفتهم أن معظم تلك الاستثمارات قد تجني الكثير من العوائد المالية بينما بعضها لن يحقق الأهداف المرجوة. وكلما زاد عدد الاستثمارات في الشركات الناشئة التي يمكن أن يقوم بها رواد الأعمال، زادت احتمالية الحصول على النتائج المرغوبة. 

 

الاستثمار في الشركات الناشئة على الفور

لا يستثمر بعض قادة الأعمال في المجال التجاري بسبب فكرة خاطئة عن التوقيت، إلا أنه في الحقيقة لا يبدو أبداً أنه أفضل وقت لجني الأرباح الحالية أو السيولة واستثمارها في الموارد المستقبلية. ومع ذلك عندما يأخذ القائد ربحاً أو نقوداً حالياً ويستثمرها في الموارد، يضمن أن يكون لشركته مستقبل مزدهر.

 

الاستثمار التجاري في الشركات الناشئة باستمرار

يستمر القادة الذين يأملون في تحقيق أرباح مستقبلية في الاستثمار في الشركات الناشئة المختلفة مع العلم أنهم لا يعرفون أي من تلك الاستثمارات سوف تحقق عائداً يبلغ 100 ضعف. يمكن أن يؤدي الاستثمار باستمرار في الشركات الناشئة إلى نتائج مذهلة لرواد الأعمال.

قد تكون قيادة شركة ناشئة صغيرة صعبة للغاية، خاصة عندما يكون التدفق النقدي والأرباح قليلة، لذلك من المهم البحث عن المزيد من الموارد والإشراف الجيد على الموارد المتاحة مما يزيد من قيمة الشركة الناشئة وربحيتها.

يعتبر الاستثمار في الشركات الناشئة ضروري لنجاح أي عمل طويل الأجل، ويعد استخدام الأرباح الحالية لتعزيز الأرباح المستقبلية طريقة مربحة لقيادة الشركات الناشئة.

 

دوافع الاستثمار في الشركات الناشئة

إن الهدف الأساسي من الاستثمار في الشركات الناشئة بشكل عام هو تحقيق عوائد مالية ونسب أرباح مرتفعة، ويجب تنويع الاستثمارات في الشركات الناشئة لتقليل نسبة المخاطر كما أشرنا سابقاً.

يعطي الاستثمار في الشركات الناشئة الفرصة للاستثمار في مجالات متعددة في الوقت ذاته، وذلك لأن الشركات لازالت صغيرة وبالتالي ستكون حصتك قليلة نوعاً ما في الشركة الناشئة التي تستثمر فيها. ويميل معظم رواد الأعمال إلى الاستثمار في الشركات العائلية بسبب انخفاض عامل المخاطرة فيها. ويعد الاستثمار في الشركات الناشئة فرصة لمشاركة الخبرات والعلاقات إلى جانب التمويل، مما يساهم في تطور الشركة وتنميتها.

 

لا يقوم رواد الأعمال بالاستثمار في الشركات الناشئة لجعلها تكافح باستمرار من أجل إبقاء أبوابها مفتوحة وإنما يستثمرون في الشركات بشكل استراتيجي حتى يجنون العوائد المالية لتلك الاستثمارات. فإذا كنت تريد تحقيق المزيد من الأرباح والعوائد المالية بخاطر أقل فإن الاستثمار في الشركات الناشئة يعد خياراً مثالياً، ولكن تأكد من تقييم العمل وفرصته في النمو وزيادة الأرباح.

ابدأ اليوم بالاستثمار في نفسك وعملك، ليكون لديك المزيد من الأصول القيمة. وكلما طالت مدة إدارتك للعمل، زادت قدرتك على القول أنك أشرفت على مشروع حقق أرباحاً تفوق التوقعات.