أحد أصعب الوظائف على هذا الكوكب أن تكون رائد أعمال، فهناك عدد قليل جداً من المسارات الوظيفية التي تتطلب نفس القدر من العمل والمهارة والتضحية والالتزام. فأن تكون رائد أعمال أمر صعب حقاً ولكنه مجزي أيضاً، فبغض النظر عن المجال الذي تتواجد فيه أو نوع الأعمال التي تمتلكها، ستشعر بعدم الثقة حيال تصرفاتك عندما تبدأ نشاطاً تجارياً، وفي كثير من الأحيان ستتخذ قراراً وتشعر بعدم الارتياح تجاهه. ومن فوائد ريادة الأعمال أنه على الرغم من عدم تماثل الشركات، لكن العديد منهم يواجهون مشكلات مماثلة، وهذا صحيح بغض النظر عن مجال العمل أو حجم السوق الذي أنت فيه.

لذا من المهم أن تتعرف على بعض الأخطاء التي يقع بها الكثير من رواد الأعمال في سوق اليوم؛ لتتجنب هذه الأخطاء بأي ثمن وتعد نفسك للنجاح:

 

أخطاء رواد الأعمال: تَوَقُع النجاح الفوري

من أكثر الأخطاء التي يرتكبها رواد الأعمال هو تَوَقُع النجاح السريع، فإذا توقعت النجاح في عملك على الفور، فأنت تضع نفسك في خيبة أمل. يبدو أمراً رائعاً أن تملك الثقة والدافع لتحقيق النجاح بسرعة، لكن يجب ألا تتوقع هذه النتائج على الفور؛ فقد تستغرق المشاريع التجارية وقتاً طويلاً لتتطور، وتستغرق وقتاً أطول لجني الأرباح. فينبغي أن تكون توقعاتك منطقية وواقعية وأن تتحلى بالصبر. ويعد توقع رواد الأعمال جني الأموال عند إطلاق شركتهم الناشئة مباشرة أحد أهم أسباب فشلهم في وقت مبكر، فيجب أن تكون واقعياً حول مقدار المال الذي يمكنك فعلاً كسبه في البداية لتجنب فشلك كرائد أعمال مبتدئ.

من أكبر الأخطاء التي يقع بها رائد الأعمال هي محاولة القيام بكل الأعمال بمفرده، إذ يَعرف رائد الأعمال الجيد كيف يتفاوض فهو أمر عادي وبسيط، فعادة ما يكون لدى رجال الأعمال المختلفين أنواع مختلفة من المهام التي يريدون الاستعانة بمصادر خارجية لفعلها، وبغض النظر عن تلك الأشياء، من المهم أن يفوضها للآخرين حتى يتمكن من الاستفادة بشكل أفضل من وقته، وأن ينفذ المهام الأكثر أهمية بنفسه دون أن يشغل نفسه بالمهام الثانوية. فإذا حاولت أن تفعل كل شيء بنفسك، فأنت تتجه نحو الفشل. لذا تعرف على كيفية الاستعانة بمصادر خارجية.

سيفشل رائد الأعمال إذا لم يكن متحمساً لمجال عمله، ولن ينجح أبداً، فأحد أهم الأخطاء التي يمكن أن يرتكبها أي رائد أعمال هو تجاهل شغفه الحقيقي وفتح شركة لكسب المال. فلا يحصل رجال الأعمال الذين يتوجهون نحو المال على إشباع من الحياة، حتى لو كانوا ناجحين، فلن يريحك المال وحده بالطريقة التي يمكن أن تحققها باتباع شغفك.

 

أخطاء رواد الأعمال: عدم القدرة على التَكَيُف

من الأخطاء التي يمكن أن يقع فيها رواد الأعمال هي أن يضع كل مجهوده في مجال واحد، فإذا كنت تريد أن تكون رائد أعمال ناجحاً في السوق المتغير باستمرار، فأنت بحاجة إلى أن تتكيف، فإذا كنت لا تستطيع التكيف وتضع الكثير من التوقعات على منتج أو خدمة واحدة، فسوف تفشل في ريادة الأعمال. فأعد التجربة عدة مرات، وجرب مختلف المنتجات والحلول، واكتشف خيارات جديدة، وتابع ما تفعله الآن، لكن كن مستعداً دائماً لإجراء تغييرات في المستقبل.

 

أخطاء رواد الأعمال: تجاهل وسائل التواصل الاجتماعي

هناك العديد من مجالات العمل التقليدية التي تعتقد أنها لا تحتاج إلى الإنترنت، لكنك بحاجة إلى الإنترنت مهما كان مجال عملك، إذ يتواجد العملاء على الإنترنت دائماً، ويجب أن تكون حيث يتواجد العملاء لتحقق النجاح. فيحتاج رجال الأعمال إلى استخدام هذه الثورة التقنية في الوقت الحالي؛ فالإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي هي أدوات رخيصة جداً ويمكن لأي رجل أعمال استخدامها، والأهم من ذلك أنها فعالة للغاية.

يتجاهل العديد من رواد الأعمال تكاليف التوظيف السريع بسبب حماسهم الشديد عند تشكيل الفِرَق الخاصة بشركاتهم الناشئة الجديدة، ويحدث ذلك عندما يصادفون سيرة ذاتية من مدرسة Ivy League أو أي شخص لديه الكثير من الخبرة السابقة، لكن لا يعني بالضرورة أنهم مناسبون لشركتك لمجرد أنهم قادمون ومعهم خلفية علمية جيدة.

وقبل أن تُوظف شخصاً خذ وقتاً للتأكد من أوراق اعتماده المُثيرة للاهتمام، وتأكد من أن الشخص لديه ثقافة مناسبة لشركتك أيضاً. فهل يمكن لهذا الشخص الذهاب في رحلة برية مدتها خمس ساعات دون أن يجعلك تضجر؟ وتذكر أن الشخص الذي سينضم إليك سيكون جزءً من الشركة لفترة طويلة، فلا تتهاون باختيار أعضاء فريق العمل وتوظيف الأشخاص اعتماداً على سيرهم الذاتية فقط.

 

أخطاء رواد الأعمال: بيع المنتج فقط دون توفير قيمة معنوية للشركة

من الصعوبات التي تواجهك كونك رائد أعمال إجبار نفسك على النظر إلى الأشياء دون أرقام. فعلى الرغم من أنَ بناء قاعدة من العملاء أمراً ضرورياً، لكنه يحتاج في المراحل الأولى إلى قضاء بعض الوقت لمعرفة القيمة التي يمكنك تقديمها للعملاء. وتقع الكارثة عندما تتحدث بسلاسة مع العملاء المحتملين -الذين تود جذبهم لقاعدتك- دون التحقق من صحة نموذج عملك أولاً.

ونرى هذا في الشركات التي تجمع مبالغ ضخمة من التمويل ثم تفشل بطريقة أو بأخرى، فلماذا يُغلق العديد من هذه الشركات الناشئة رغم رأس المال الذي جمعته؟ لأنهم لم يستغرقوا وقتاً كافياً لإثبات نموذج أعمالهم قبل محاولة تطويره.

 

أخطاء رواد الأعمال: الخوف من الفشل

تملك الكثير من الشركات المنتجات المناسبة والفرق الرائعة، لكنها فشلت في تنفيذ رؤيتها بسبب الخوف من الفشل. لكن يعلم رجل الأعمال الحقيقي أنه لا يَعرف كل الإجابات بل يَتَخِذ العديد من القرارات ويوجهها في الطريق الصحيح، فيجب ألا تتسرع أبداً في اتخاذ القرار إلا في أوقات معينة، وعندما يحين الوقت اتخذ القرار وتعايش مع العواقب وامض قدماً.

يعد الفشل مجرد جزء من طريق النجاح، والنجاح هو مغامرة ورحلة طويلة مبنية على تقلبات غير متوقعة. يعتمد النجاح دائماً على المخاطر والتغيير والتنمية الشخصية. وتعلمُك هذه الرحلة التأقلم مع الفشل والنهوض عند السقوط والاندفاع نحو أحلامك، ويبدأ الكثيرون رحلتهم مع المثل العُليا والطرق السلسة، ومع ذلك نادراً ما يكون النجاح سهلاً كهذا النوع من الرحلات. فإذا كنت تريد النجاح، فيجب أن يكون لديك المرونة لمواجهة ما لا مفر منه. قد تتجنب الأخطاء التي يقع فيها رواد الأعمال لكن هناك عواقب لا مفر منها:

 

عندما تبدأ شركة خاصة بك، تحصل عادةً على لقب ضخم مثل الرئيس التنفيذي، وينسى العديد من رُواد الأعمال أنه على الرغم من ألقابهم، إلا أنهم بدأوا من الصفر، وحتى في الشركات القائمة، يبقى المدير التنفيذي على رأس عمله بفضل عملاء الشركة. إذ ينسى رُوَاد الأعمال هذا ويُخفقون بسبب متلازمة Steve Jobs فهم يعتقدون أنه بإمكانهم التَنَبُؤ بالمستقبل وقد يلاحق المؤسسون رؤيتهم ويتجاهلون عملائهم، وحتى مع وجود حركات مثل "The Lean Startup" ما يزال عدد كبير من الشركات الناشئة يهمل تعليقات العملاء، والسبب الرئيسي لذلك أن الأمر يستغرق بعض الوقت والتنازل للاستماع إلى رغبات العملاء. وعليك أن تعترف بأنك مخطئ وعليك أن تُعامل شركتك وكأنها تجربة علمية، وتذكر دائماً أنَ العميل هو السبب في تَحقُق رؤية الشركة وليس أنت.

 

 

عقبات النجاح: الألم

يسافر كل شخص ناجح في رحلة مؤلمة، فالمعاناة جزء لا يتجزأ من أي محاولة حقيقية للنجاح، فلا شيء يأتي بسهولة. ولكن كل قصة مؤلمة لديها القدرة للوصول إلى نهاية ناجحة، لذا تَقَبَلِ المعاناة كمسافر، وبدلاً من مقاومتها انظر إلى كل يوم على أنه فرصة جديدة للبدء من المكان الذي تجد نفسك فيه، فالخوف والتوتر أحد عقبات النجاح التي لا مفر منها، لكن يمكن أن يدفعك القليل من الضغط إلى اتجاه إيجابي.

 

عقبات النجاح: الرغبة في الاستسلام

ستمر خلال رحلتك في لحظات شديدة من الضياع واليأس، فيجب عليك التمسك برؤيتك واستعادة السيطرة على دوافعك خلال هذه الأوقات. ويجب أن تُعد نفسك ذهنياً لمحاربة هذا الصوت الصغير داخل رأسك الذي يصبح قوة مسيطرة تمنعك من المضي قدماً عندما تشعر باليأس، ومن عقبات النجاح التي تعرقل أحلامك هي الاستسلام عندما تبدو الأمور قاتمة، فقد يجعلك الاستسلام -عندما تكون في لحظاتك الحرجة- تعيش في منتصف الطريق، بين المثابرة الفعالة والنهوض.

 

عقبات النجاح: فقدان علاقاتك الاجتماعية

سيكون هناك عدد قليل من الأشخاص السلبيين الذين يعترضون نجاحك. فيتطلب النجاح قدراً هائلاً من الجهد والتضحية، فلن يتحمل بعض الذين -يشعرون بأنك مدين لهم بمزيد من وقتك أو جهدك أو طاقتك- الجهد والوقت الذي تحتاجه لرحلتك. فالتضحية بالعلاقات الاجتماعية هي عقبة للوصول إلى المكان الذي تريده، فكن واثقاً من أن الأشخاص -الذين يقصدون السفر مع رحلة رجال الأعمال- سيَقبلون ويَدعمون التضحيات التي يجب تقديمها. ومن المحتمل أن تفقد علاقاتك مع أولئك الذين لا يشاركونك الشغف في رؤيتك، فكلما زاد نجاحك سيضيق طريقك، فهناك عدد قليل من الناس في القمة.

 

هناك فكرة شائعة مفادها أنه يجب أن تُحافظ على أحلامك لنفسك لأنك إذا شاركتها فقد تُعرضها لسارقي الأحلام والمعارضين. فالعقل البشري مُبرمج ليصدق الشيء السلبي، فالأفكار السلبية مُعدية للغاية وعندما تنطلق في طريق السفر الأقصر، سيكون لديك جمهور مليء بالأشخاص ذوي العقول الصغيرة الذين يحاولون تخويفك وإبعادك عن ملاحقة أحلامك، ويغرسون الكثير من الخوف فيك لتتراجع عن حلمك. لذا اجعل نفسك في مأمن من هذه التأثيرات عندما تبدأ في السعي للنجاح، واعمل بصمت ودع نجاحك يتكلم.

 

عقبات النجاح: الكارهين

الحقيقة هي أن بعض الناس لا يحبون الناجحين، فهناك غيرة تأتي عندما تبرز وتلاحق أحلامك بتواضع لأن هذا يجعلك مختلفاً، إذ يكره الناس من يمتلك ما يفتقرون هم إليه. وقد يكون التعامل مع الغيرة أمراً صعباً، خاصة إذا كنت ترغب في الحفاظ على علاقاتك مع أشخاص معينين أو إذا كانوا جزءاً كبيراً من حياتك، فاسمح لهم بالرحيل، فسيكون هناك دائماً نسبة معينة من الأشخاص الذين لا يحبونك بغض النظر عن هويتك أو ما تفعله. فاستخدم هذه العقبة كتدريب على المرونة وسبب لتحفيزك على النجاح. فالنجاح أكبر انتقام، لذا تعلم أن تَكبر من خلال من يكرهك.

 

عقبات النجاح: التشكيك في القدرات الذاتية

ستشعر بالعجز التام عن اتخاذ أي قرار لتسع مرات من أصل عشرة عندما تبدأ مشروعاً جديداً؛ لأنك تشك في نفسك، وفي بعض الأحيان قد تشُك في معرفتك والقرارات التي اتخذتها وقد تشُك في غرائزك، وقد يخلق هذا الشك صراعاً داخلياً حول ما عليك القيام به للمضي قدماً، ويُشَكِل عقبة أمام نجاحك، فأنت تَشُك في ذلك لأنك لا تريد اتخاذ قرارات خاطئة وينتهي بك الأمر إلى خطأ لا يمكن إصلاحه.

لذا ضع في اعتبارك أنه لا توجد أخطاء لا يمكن إصلاحها، بل هناك اتجاهات جديدة فقط. وتعلم أن تتخطى شكوكك الشخصية ولا تسمح لها أن تُسبب في تأخيرك، إذ سيعطل اقتران الشك بالتأخير من نجاحك. فثق أنه لا يوجد شيء خاطئ في رحلتك، فالخيار الخاطئ الوحيد هو عدم اتخاذ قرار، وغالباً ستشعر بمستوى من الشك الذاتي بشكل دائم ولكن يمكنك اختيار عدم الشك في نهجك لتوسيع عملك والنمو، فالشك عَقَبَة لا مفر منها للنجاح.

 

تعد العقبات صميم البحث عن النجاح، فيجب أن تقفز في فراغ مجهول وترى ما قد يحدث. إذ ستواجه خيارات فيها العديد من المخاطر عند السعي لتحقيق النجاح، والخطر مخيف بطبيعته، فقد تفقد مدخرات حياتك أو تفقد سمعتك ومن المحتمل أن تضطر إلى البدء من جديد مراراً وتكراراً، وقد تتخلى عن ثوابِتِكَ لتحقيق ما تريد.

فالأمل هو المُخدر، ويمكن أن تكون المكافآت كبيرة ولكن قد تكون التكلفة كبيرة أيضاً. وقد تفشل ويكون عليك النهوض من جديد، فتشكل كل عقبة تواجهها بشكل خاطئ عقبة جديدة في طريق النجاح. ويساعد الفشل على تنمية المرونة التي ستحتاجها لنجاحك على المدى الطويل، فالغرض من الفشل هو تحسين جهودك لتحقيق النجاح.

 

عقبات النجاح: المعاناة

ينبغي أن تفكر بشكل إيجابي فيما تفعله، وتعترف أن ما تفعله صحيح، وتؤمن أنك ستنجح وتثق في طريقك. فلا يوجد شيء لا يمكن تحقيقه بوجود الفكرة الصحيحة والموقف والأفكار والنضال الذي يعد عنصراً أساسياً آخر لنجاحك. فكل شيء يبدأ معك، إذ سيدفعك القدر إلى اتباع الطريق عندما تقع في حب فكرة عظيمة.

ويمكن أن تؤثر رؤيتك على العالم ولكن يجب أن تؤمن بهذا التأثير حقاً، لأن الرؤية هي الجائزة وليس المال أو النتائج النهائية. ويعد إحداث التغيير سبب وجودك هنا، فلا يمكنك معرفة أهميتك إلا من خلال تأثيرك على الآخرين، فعندما ترى أن نجاحك يتحسن ويؤثر إيجابياً على حياة الآخرين، فستجد أن الأمر يستحق كل هذا العناء وستتحرك بشكل فعال وتساعد وتساهم في العالم بأسره. وهذا النوع من الوجهات يجعل عقبات النجاح تستحق العناء.

 

أخطاء رواد الأعمال: قيام رائد الأعمال بكل الأعمال بمفردهأخطاء رواد الأعمال: تجاهل الشغف الحقيقي والتوجّه نحو المال فقطأخطاء رواد الأعمال: توظيف الناس مباشرة بناء على أوراق الاعتمادأخطاء رواد الأعمال: عدم البحث عن ملاحظات العملاءعقبات النجاح: النقد السلبي من الآخرينعقبات النجاح: الفشل