إذا كنت تعتقد أنك قادر على تنفيذ فكرتك لوحدك، فأنت تحلم.

تتعدد أسباب فشل الشركات الناشئة منها: التدفق النقدي السلبي، الفشل بإدارة التحليلات السوقية أو التوسع بشكل كبير، ولكن هل تعلم أن معظم الشركات التي لديها مؤسسَين أو أكثر تفشل بسبب الصراعات في العمل بين المؤسسين المشاركين؟ ووفقاً لإحدى الدراسات، تفشل 65 بالمائة من المشاريع الواعدة بسبب نزاعات العمل بين المؤسسين المشاركين. إذا كنت قد بدأت بتأسيس شركة مع شريك مؤسس أو فكرت بذلك، فعليك أن تتعلم كيفية إدارة الصراعات التي قد تنشأ مع المؤسسين المشاركين معك قبل السماح لها بتدمير شركتك.

في عالم مثالي، لا ينبغي أن يكون المكتب مكاناً لأي نوع من نزاعات العمل، ولكن لنكن واقعيين، مثل هذه الحالات متوقعة عندما يعمل الناس عن قرب مع بعضهم البعض يوماً بعد يوم. تحدث هذه الصراعات في العمل بين الموظفين، وحتى بين الشركاء المؤسسين، هناك العديد من السبل لتحدث الفتنة وتؤدي لنشوء نزاعات داخل الشركة، وإذا كنت على استعداد للتعامل مع الصراعات في العمل وإدارتها -بصفتك رائد أعمال ومدير شركة- فهذا سيخدمك جيداً.

لذا كن مطمئناً إلى أن تجنب أو تجاهل مثل هذه المشاكل لن يكون في مصلحة شركتك، ويمكن أن يؤدي الصراع الذي لم يتم حله إلى مشاكل أكبر تدور بين طاقم العمل. ومع تركيز أصحاب رأس المال المغامرين بشكلٍ متزايد على مشاركة الجولة التمويلية مع رواد أعمال آخرين، فإن وجود فريق جدير بالثقة ويمكن الاعتماد عليه في هذه الأيام أمر بالغ الأهمية، وعلى الرغم من صعوبة الحفاظ على السلام وتجنب النزاعات في العمل، إلا أنه ينبغي عليك أن تحاول تقبل النقد البناء والتعامل مع الصراعات في العمل، إذ تقلل الخلافات البناءة من عدم الكفاءة بالإضافة الى تعزيز المساءلة والإنتاجية، ولكن لا تجامل، إذا أخطأ أحد ما أو أفسد أمراً، فأخبره بذلك بشكلٍ بناء.

بالطبع تختلف استراتيجيات إدارة الصراع التي تتبعها الشركات الناشئة والديناميكيات الخاصة بفرق العمل، ولكن هناك بعض الأساسيات التي من المرجح أن تُطبق في معظم أماكن العمل.

 

لذلك اطلع على النصائح التالية لمساعدتك على تجنب الصراعات في العمل بين المؤسسين المشاركين:

 

نصائح لإدارة الصراعات في العمل بين الشركاء المؤسسين

يتطلب البدء بمشروع ناشئ شبكة قوية من العلاقات والقدرة على حل النزاعات في العمل وامتلاك خبرات بالعمل الجماعي. سواء كنت الشريك المؤسس أو عضو بشركة أو شركة ذات مسؤولية محدودة، فلا بد أن تحصل الصراعات بين المؤسسين المشاركين.

قد تُعزى هذه الصرعات في العمل إلى اختلاف كلٍ من الآراء، أو أخلاقيات العمل، أو الشخصيات، أو الخلفيات، أو حتى أساليب الإدارة. قد يكون السبب أيضاً سوء تفاهم بسيط أو بسبب تراكم بعض الأشياء غير المهمة حقاً مثل إهمال تنظيف مكتبك. لذلك يجب أن تتعامل في علاقتك مع المؤسسين المشاركين كما تتعامل باحترام مع أي علاقة أخرى، قد يتسبب عدم إنصاتك و اهتمامك بشركائك في العمل إلى الامتعاض والانفصال في النهاية، سواء اتخذ الشركاء المؤسسون هذا القرار أو الشركة بحد ذاتها، ولكن إذا استطعت التعامل مع الصراعات بين المؤسسين المشاركين لتعزيز الشركة الناشئة، قد تستطيع تحسين ميزانية شركتك من خلال دعم العمل الجماعي وزيادة الكفاءة.

 

 

نصائح لإدارة الصراعات: وضع خطة عمل

عليك أن تستعد حتى قبل أن تبدأ النزاعات ضمن العمل بالظهور، ابدأ بكتابة الخطوط العريضة للاستراتيجيات التي ستنفذها في خطة عملك بوضع كل من الأدوار والالتزامات وتوزيعات الأرباح وحلول الخلافات التي قد تنشأ. ويعتبر عقد اتفاق للمؤسسين أساسياً بالنسبة لك ولشركائك للاعتماد عليه عند حدوث أي خلاف.

كيف ستحل الصراعات في العمل؟ وهل ستستعين بطرف ثالث؟ هل ستتقاسمون اتخاذ القرارات لاستغلال نقاط القوة لبعضكم البعض؟ وبعقد اتفاق مسبق بينكم، لن تظهر أي مفاجآت غير متوقعة عندما يحدث أي صراع، وسيكون لديكم عوضاً عن ذلك خطة عادلة يمكنكم اتباعها. يجب أن تعرف الاتفاقية المعقودة للمؤسسين كلٍ من شركتك ومُلاكها وتزود بمعلومات عن شركتك والمسؤوليات الملقاة على كل من المؤسسين (مثلاً من هو المسؤول عن متابعة السجلات المحاسبية)، ملكية الشركة، التزامات المالكين، توزيعات الأجور والأساليب المتبعة باتخاذ القرارات، من خلال معالجة هذه الأشياء ستجنبك هذه الاتفاقية النزاعات وحلها.

سيساعدك عقد اتفاقية المؤسسين لشركتك بتحديد المواقف والقضايا التي قد تتعرض لها بشكل مسبق قبل وقوعها، وبذلك يمكنك تحديد فيما إذا كنت سترفض أو تقيم كيف ستتجاوز هذه النزاعات في العمل.

 

نصائح لإدارة الصراعات: مواجهة الخلافات

إذا انتظرت كثيراً قبل البدء بحل الصراعات في العمل بين المؤسسين المشاركين فذلك قد يزيد من احتمالية انهيار علاقاتك أو تكرار الصراعات أو تعرضها لضرر دائم، وهذه التأثيرات قد تمتد لشركتك أيضاً. قد تعتقد أن تجنب الصراعات في العمل ممكن أن ينقذ العلاقات، ولكن معالجة هذه النزاعات قد يكون ذا فائدة أكثر في تعزيز العمل الجماعي ضمن مكان العمل، إذا استطعت أنت وشركائك المؤسسين أن تتجاوزوا الصراعات بتفاهم ذلك، فقد يؤثر ويُحسن من ديناميكية فريقك عموماً.

لذا خصص وقتاً محدداً للقاء شركائك المؤسسين على انفراد عند حدوث الصراعات بينكم، لا تناقش الخلافات الحاصلة بينكم أمام الموظفين، فذلك قد يُفقدك احترامهم لك وقد يُحرج شركاءك.

 

 

نصائح لإدارة الصراعات: اعطِ فرصة للتنازلات المتبادلة بينكم

استمع حقاً لرأي شركائك الذي يدلون به أثناء الصراعات، حتى ولو كنت مصمماً على التعبير عن رأيك وتوضيح السبب الذي يجعلك محقاً، يجب أن تقدم فرصة للحوار وتقديم التنازلات المتبادلة. ستربح بعض الصراعات وتخسر بعضها الآخر، وعليك أن تتواضع بكلتا الحالتين فعليك أن تخوض الصراعات في العمل بعقلية أنك لست محقاً دوماً وعليك أن تجتهد لتتوضح لك وجهة نظر شركائك المؤسسين.

عندما تستفيد من نقاط قوتك أنت وشركاؤك تصبح شركتك أكثر نجاحاً، إذ أن شركاءك المؤسسين قد يتميزون ببعض الأشياء أكثر منك وعليك الإقرار بنقاط ضعفك ودعم نقاط قوة بعضكم البعض، وتذكر أن هدفكم الموحد هو أن تديروا شركة ناجحة وليس التحكم بكل شيء محيط بكم.

 

 

نصائح لإدارة الصراعات: التوصل إلى حل مناسب

يجب أن تحتوي اتفاقية المؤسسين المشاركين الخاصة بشركتك على طريقة لإيجاد حل مناسب عند حدوث النزاعات في العمل، من الممكن أيضاً أن تلجؤوا للتصويت فيما بينكم لاتخاذ القرار إذا كان عدد المؤسسين أكثر من اثنين. الحل الذي سيتقرر اتخاذه يجب أن يُفيد مصلحة الشركة وليس مصالحك الشخصية، يتوجب على جميع الشركاء المؤسسين العمل معاً على تقييم الإيجابيات والسلبيات للحلول المطروحة، قد تحتاج لطرف ثالث لحل الخلاف كمحامٍ إذا توصلت لمرحلة لم تستطع بها أن تجد حلاً مناسباً أبداً.

 

 

نصائح لإدارة الصراعات: الثقة

إذا لم تكن على ثقة في الشريك المؤسس المحتمل، فلا تكلف نفسك عناء العمل معه، ويجب أن تثق في أن المؤسس المشارك يملك نفس القدر من الالتزام تجاه المشروع، وسوف تثبت هذه الثقة في الواقع الفرق بين الانتقاد البناء والصراع السلبي.

 

 

نصائح لإدارة الصراعات: عدم التسرع في إصدار الأحكام

تحدث الأخطاء إذا كنت تثق بصدق بشريك، فينبغي عليك تجنب الاستنتاجات قبل سماع وجهة نظره من القصة. فقد انهارت العديد من الشركات بسبب سوء الفهم الذي كان من الممكن تجنبه لو انتظر الناس سماع المزيد من المعلومات. لذا فحين يتعلق الأمر بإصدار الأحكام، امنح المؤسس المشارك فائدة الشك لتقرر فيما إذا كنت ستصدقه.

 

 

نصائح لإدارة الصراعات: التخلص من العوائق

كلما كنت أصغر سناً، كان هذا الأمر أكثر صعوبة بالنسبة لك. ومع ذلك فإن استخدام النفوذ الذي تتمتع به على مؤسسك المشارك لإثارة غضبه في ضوء الخلاف يجعل الأمور أسوأ. لذلك حافظ على المهنية وعلى أعمالك وكل شيء آخر منفصلاً تماماً. فلا يؤدي تخفيف حجتك مع القضايا غير المرتبطة بالعمل إلا إلى إضعاف خطورة الخلاف، والعمل محفزاً للصراع.

 

 

نصائح لإدارة الصراعات: حل الخلاف بسرعة

يضر التوتر بين المؤسسين بالأعمال التجارية، فتذكر بعد الخلاف أن الرحلة لا تزال طويلة وصعبة؛ فأنتم بحاجة إلى بعضكم البعض، لذلك عليك أن تحل الصراع عاجلاً وليس آجلاً.

 

 

نصائح لإدارة الصراعات: استمع إلى كلا الطرفين

بغض النظر عن كيفية إدراكك لأزمة داخل مكان العمل، فاجعلها نقطة للتحدث وفهم وجهات نظر أطراف النزاع. ومن الضروري ألا تختار طرف ما إلا بعد سماعك وجهة نظر الطرف الآخر. فمن المهم أن تبقى موضوعياً قدر الإمكان عند إدارة هذا النوع من المواقف، وأن تبحث عن الحقائق، وأن تكون أكثر حكمة بشأن الأشياء، بالرغم من أن قول ذلك أسهل من فعله.

 

 

نصائح لإدارة الصراعات: بعد معرفة الخلاف، أوجد حلاً يتوافق مع مصلحة الشركة

من وجهة نظر إدارية، هذا هو الوقت الذي تحتاج فيه إلى النظر في ما تعلمته عن النزاع في العمل وطرق حله، والتعرف على مدى ارتباطه بشركتك، ولا يتعلق الأمر في الحقيقة باختيار أحد الجوانب؛ بل يتمثل دورك باختيار حل للمشكلة بطريقة مفيدة لعملك على المدى البعيد.

 

 

نصائح لإدارة الصراعات: اتخاذ القرار المناسب ثم تمسك به

لا يجب أن يتحول حل النزاع في العمل إلى نقاش لا ينتهي أبداً، لا شك أنك لا تريد أن يتفاقم المواقف، لأن السماح للأمور بالتفاقم من دون التوصل إلى حل يؤدي بالتأكيد إلى مشاعر استياء داخل مكان العمل. تشكل ثقافة الشركة الإيجابية عاملاً بالغ الأهمية لنجاح شركتك، وبالتالي أنت لا تريد قوى عاملة ذات معنويات منخفضة. اتخذ قراراً مستنيراً لحل النزاع، ويجب أن تركز بشكل أساسي على منع حدوث هذا الصراع مرة أخرى.

فعندما يتعلق الأمر بحل النزاعات في العمل، قد يستغرق حلها بعض الوقت، ولكن القيام بحلها بشكل صحيح سيخدمك أنت وشركتك جيداً على المدى الطويل. لا تخجل من هذه المواقف، ومن الأفضل دائماً معالجتها مباشرةً بالبداية. إذاً وبعد الاطلاع على النصائح السابقة، ما النصائح التي تقدمها للحفاظ على السلام مع شركاء العمل؟ كما في حالة العلاقات ضمن الزواج، يجب أن تتعاون مع المؤسسين المشاركين لحل النزاعات في العمل سوياً وليس العمل ضد بعضكم البعض، وذلك عبر التجهز مُسبقاً لأي طارئ ومنح الأولوية لضمان استمرار شركتكم الجديدة، إذ ستتمكن من حل أي صراع مع شركائك المؤسسين قبل أن يمس شركتكم أي ضرر.