إن القيادة وريادة الأعمال مُحتَدِمَة هذه الأيام. ويبدو الأمر منطقياً لأنهم يسيران جنباً إلى جنب. يبدأ رواد الأعمال أعمالهم التجارية والقادة يديرونها، أليس كذلك؟ تكمن المشكلة في وجود شيئاً مشتركاً بين رواد الأعمال والقادة، فلا أحد منهما في الواقع يعتبر وظيفة. وكان من المدهش رؤية رسم بياني يتحدث عن قضية For and Against Millennials كأعظم جيل ريادي، بالإضافة إلى كونه الجيل الأكثر تعلماً ودهاءً للأعمال، فقد كان هناك موجة هائلة من الضجيج الإعلامي الذي يربط جيل الألفية مع ريادة الأعمال من الناحية النظرية على الأقل.

ولسوء الحظ، فإن جيل الألفية هو الأكثر مديونية، وأكثرهم من العاطلين عن العمل منذ عقود. فلم يقتصر الأمر على انخفاض معدل مشاركة القوى العاملة بين هذه الفئة العمرية، بل انخفاض حجم ريادة الأعمال. وفي حين أن الاقتصاديين والإحصائيين قد يتوصلو إلى جميع أنواع النظريات والأعذار لهذه الفجوة غير العادية بين الواقع والتوقع، لكن لا أعتقد أن الكثير من الناس يفهمون المعنى الحقيقي لكلمة رائد أعمال.

 

 

من هم رواد الأعمال؟

يصف قاموس الإنترنت رائد الأعمال بأنه "الشخص الذي يبدأ مشروعاً تجارياً وهو على استعداد للمخاطرة بالخسارة من أجل جني الأموال أو الشخص الذي ينظم ويدير ويفترض مخاطر الأعمال التجارية أو المشاريع التجارية." ولاحظ الكلمات المفتاحية الشائعة للعمل والمخاطر. فإذا لم يكن هناك عمل حقيقي أو خطر حقيقي، فأنت لست رائد أعمال. والمشكلة هي كل الضجيج الإعلامي حول هذا الموضوع.

هناك الضجيج المستمر لريادة الأعمال و memes شائعة بأن الشركات شريرة وأنك لن تمضي قدماً في العمل مع شخص آخر، ويدل التوجه المتزايد لتشكيل علاقات آمنة حكومية مع الدول الغربية على فوائدها. لذلك، يجد عدد كبير من الأشخاص طرقاً أكثر إبداعاً لإخفاء حقيقة أنهم عاطلون عن العمل، بدلاً من الحصول على وظيفة وبناء مهنة. وقد يخبرون أنفسهم بأن الأمر لا بأس به لأنهم رواد أعمال ويبنون علامتهم التجارية الخاصة.

لكن ريادة الأعمال ليست وظيفة، والقيادة ليست وظيفة، المؤثر في وسائل الإعلام الاجتماعية ليس وظيفة. فإذا لم يكن هناك خبرة حقيقية أو منتج حقيقي أو عمل حقيقي أو خطر حقيقي أو احتمال حقيقي لعائد الاستثمار، فأنت لا تعمل. وأنت لست رائد أعمال. فإذا كنت تريد أن تصبح رائد أعمال في يومٍ من الأيام، فإليك معادلة يجب عليك تذكرها دائماً: رائد الأعمال + رأس المال = المنتجات + العملاء = المشاريع التجارية، هذه هي المعادلة التي أوصلت رواد الأعمال إلى النجاح.

ومنهم: Evan Spiegel وهو الرئيس التنفيذي لشركة Snapchat -وهذه هي وظيفته- فهي شركة حقيقية ذات منتج حقيقي وموظفين حقيقيين ومستثمرين حقيقيين. وما يميزه حقاً هو تطبيق المراسلة المؤقتة السريعة الذي ابتكرته الشركة التي شارك في تأسيسها. وبهذه الطريقة تمكنوا من جذب مئات الملايين من المستخدمين المتفاعلين وجمع أكثر من نصف مليار دولار في تمويل المشروع التجاري. وكذلك John Mackey وهو الرئيس التنفيذي المشارك لشركة Whole Foods ولطالما كان الطعام الصحي هو شغفه، ولكن الطريقة التي بنى بها شركته لخدمة جميع أصحاب المصلحة الرئيسيين كانت فريدة من نوعها. وكتب كتاباً عنه بعنوان الرأسمالية الواعية. إذاً لدى رواد الأعمال الناجحين وظائف حقيقية، منتجات حقيقية، وشركات حقيقية تقوم بأعمال حقيقية.

 

 

نجاح رواد الأعمال

إن أردت أن تكون رائد أعمال ناجحاً، ركز على عمل واحد. ففي كل مرة ننظر فيها لعالم الأعمال، نرى وجود بدع خاطئة وواهمة متداولة بين رواد الأعمال. ونفترض أن هذه نتيجة شهيتنا اللامتناهية للمحتوى عبر الإنترنت. حيث تختبئ الحقيقة والمنطق والحس السليم خلف ضجيج وسائل التواصل الإجتماعي. فإذا كان المحتوى جيداً، ننشر ونغرد ثم نعاود التجاهل ونكرر. ومن أكثر الأفكار الخاطئة شيوعاً بين رواد الاعمال، أن رواد الأعمال الناجحين يبدأون الكثير من الأعمال التجارية معاً. فإذا بدأت مشروع تجاري واحد فقط، فأنت تحد من إمكاناتك. فكلما أنشأت المزيد من المشاريع التجارية، كلما أصبحت أكثر دراية وتأثيراً وحققت نجاحاً أكبر. وقد يقوم شخصاً ما بإطلاق مشروعاً تجارياً واحداً كل أسبوع ولمدة سنة لهوسه في دخول موسوعة غينيس للأرقام القياسية العالمية.

لكن لن ينتج ذلك أية مشاريع تجارية ناجحة، وهذا غير مؤكد وخاطئ بالنسبة لرواد الأعمال الناجحين. إذاً منذ متى تبدأ بتحقيق النجاح؟ سواءً كان مشروعاً أو عِرقاً أو عائلة أو مؤسسة أو شركة، فابدء بأي شيء سهل نسبياً وذو قيمة قليلة ويحقق أمر مهم، كالنمو، الإنجاز، النجاح والنتائج. وهذا يعني تقديم قيمة للعملاء والموظفين والمساهمين في الأعمال التجارية. وأوضح Charlie Rose​ الرئيس التنفيذي لشركة Apple Tim Cook أن أحد المبادئ الأساسية التي غرسها Steve Jobs في الشركة، هو التركيز على ما تجيد فعله فقط. وقال:"مِنَ السهل أن تزيد المهام التي تنجزها ومن الصعب أن تبقى مركزاً على جميعها معاً.

لذا فإن أصعب القرارات التي نتخذها هي رفض كل الأشياء التي لن نعمل عليها." وأخبر Jobs ذات مرة Fortune قائلاً:"يعتقد الناس أن التركيز يعني القبول بالقيام بأشياء عليك التركيز فيها. ولكن هذا ليس ما يعنيه على الإطلاق، بل رفض مئات الأفكار الجيدة الأخرى الموجودة عند تركيزك على هدفك، فعليك الاختيار بعناية." وعندما يتعلق الأمر بأي شيء مهم في الحياة، فإن الكثير ليس الأفضل على الإطلاق. فهناك أمراً جيداً وآخر أفضل منه، والأقل هو الأفضل دائماً. حيث كل ما يهم هو الحب والعاطفة والتركيز والانتباه. وكلما كان لديك المزيد من الأشياء، كلما قَلَ تركيزك عليها وتقديرك لها. وهذا ينطبق على أي شيء من المهن والشركات وصولاً إلى الأصدقاء والحياة نفسها. ففكر فيما تفعل. لأنه أفضل شيء في الحياة هو أنه لديك شيء واحد فقط تركز عليه. ومن هنا يأتي الثراء والحكمة والوفاء.

وتخيل كيف ستكون الحياة السطحية إذا بدأت من الصفر كل بضعة أشهر أو اضطررت إلى تغيير حياتك في كل مرة. فهذا ليس الأفضل، بل أمرٌ خاطئ تماماً. ولا تختلف الأعمال والمهن عن هذا، فمن رسم "بيكاسو -Picasso"، لصنع "هنري فورد -Henry Ford" للسيارات، إلى هوس "أينشتاين -Einstein" بالضوء. فقد برعوا في ما فعلوه لأنهم ركزوا شغفهم واهتمامهم على شيء واحد في كل مرة. وهذا ينطبق على "بيل غيتس -Bill Gates" فكان لديه شركة "مايكروسوفت -Microsoft" والآن Gates Foundation. ولدى Mark Zuckerberg شركة Facebook.

وتبدأ الغالبية العظمى من رواد الأعمال الناجحين بمشروع تجاري واحد وربما مشروعين تجاريين. وفي بعض الأحيان يبدأون بأكثر من واحدة لأن الأمر يستغرق القليل لنجاحها ولا يقومون بأكثر من عمل واحد في نفس الوقت وإنما على التوالي. ولعل أكثر الشركات نجاحاً هي شركات ذات مجال واحد للنجاح، كمعالجات "إنتل -Intel" الدقيقة، وموجهات "سيسكو -Cisco"، ومقاهي إسبرسو "ستاربكس Starbucks"، وأسواق Whole Foods، ومشروبات "كوكا كولا -Coca-Cola" وما إلى ذلك. وهناك بعض الاستثناءات وهي الشركات القابضة المتنوعة، لكن "وارن بافيت -Warren Buffett" أمضى عقدين من الزمن في مجال الاستثمار قبل تأسيس شركة Berkshire Hathaway.

وركز Branson focused Virgin فقط على الموسيقى لمدة 13 عاماً قبل المغامرة إلى شركات الطيران. ويدير "إيلون موسك -Elon Musk" شركتين Tesla و SpaceX وهذا يشغل كل وقته لدرجة أنه فقد عائلته بالفعل نتيجة لذلك. وببساطة ليس هناك حقيقة أو منطق لمفهوم "الأكثر هو الأفضل" فيما يتعلق بريادة الأعمال والشركات. ويجب أن أقول أن الغالبية العظمى من الذين أطلقو على أنفسهم رواد أعمال للأعمال المتسلسلة الذين صادفتهم في حياتي، يحاولون تعظيم علاماتهم التجارية الشخصية، ولا يبدو أنهم بارعون في أي شيء في الواقع. ومنهم العلامة التجاريةKool-Aid.
وينظر العديد مِنَا إلى جميع أصحاب الأعمال على أنهم رواد أعمال. فعند مرورك في مدينة ما ستشاهد الكثير من الأعمال الصغيرة، كمغاسل الملابس، المطاعم، محطات الوقود، متاجر الملابس وغيرها الكثير. وتربط هذه الشركات الصغيرة بين المجتمعات الأمريكية، لكن في عالم ريادة الأعمال نادراً ما نطلق على أصحاب هذه المشاريع برواد الأعمال.

 

 

هل أنت صاحب شركة صغيرة أم رائد أعمال؟

عندما يأتي سباك لإصلاح المرحاض في منزلك، هل تعتبره صاحب شركة صغيرة أم رائد أعمال؟ لقد تَكَيَفنا على أن لقب رائد الأعمال ينطبق فقط على أشخاص مثل: ستيف جوبز أو جيف بيزوس أو على نطاق المشاريع التجارية الصغيرة، كمؤسس شركة ناشئة تُباع مقابل ملايين الدولارات. لكن في الحقيقة جميع أصحاب الأعمال هم رواد أعمال؛ فحجم وطبيعة العمل ليس معيار لمفهوم ريادة الأعمال. ولدينا انقسام كافٍ بين المفهومين، فلماذا لا نسعى للدمج؟ وما هي أبرز الفروق بين أصحاب الأعمال ورواد الأعمال:

 

 

الفرق بين رواد الأعمال وأصحاب الأعمال: الأفكار

يملك أصحاب الأعمال الصغيرة فكرة جيدة ويملك رواد الأعمال أفكاراً كبيرة، إنها تعميمات كبيرة ونخبوية. ويمكننا التخلص من التفريق بين رواد الأعمال وأصحاب الأعمال باستثمار الوقت في فهم أعمال بعضهم البعض بشكلٍ أفضل. فهل كانت فكرة المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة Simple Box Storage والذي اختير ليمثل أصحاب الأعمال التجارية الصغيرة لعام 2019 في ولاية واشنطن- في تأسيس Simple Box Storage كبيرة أم جيدة؟ لقد فاز بجائزة كبيرة، وتنمو شركته بسرعة كبيرة.

 

 

الفرق بين رواد الأعمال وأصحاب الأعمال: كيفية تحقيق الأرباح

ناقَشَتْ بعض المقالات مؤخراً العلاقة المختلفة بين رواد الأعمال وأصحاب الأعمال مع شركاتهم. فينظر رواد الأعمال إلى شركاتهم على أنها ممتلكات أوشيء يُطوَر ويُشكَل ويُجهَز للتسويق، ثم تُباع للحصول على ربح حتى يتمكنوا من الانتقال إلى شركات أكبر. ووفقاً لذلك هل يمكننا تأهيل Yvon Chouinard مؤسس Patagonia لمنصب رائد أعمال أم لا؛ فهو لم يحقق البيع؟ فقد يجيب Chouinard على هذا السؤال في كتابه Let My People Go Surfing وهو كتاب مفيد لرواد الأعمال. ويشترك جميع رواد الأعمال في شيء واحد مهم، وهو رغبتهم في أن يكونوا رواد أعمال، وأن لا يعملو لدى الغير، وتعني رغبتهم في صعود المسارح امتلاكهم الرؤية والقدرة على نقل الفكرة من مفهوم إلى حقيقة، ثم تغذيتها على مدى فترة زمنية طويلة. فلا يهم إذا كنت تبيع كتباً عبر الإنترنت أو تبيعها من المتجر.

 

 

الفرق بين رواد الأعمال وأصحاب الأعمال: الخلفية القانونية

يحتاج كل رائد أعمال إلى تقمص العديد من الشخصيات من رؤية العلامة التجارية إلى المحاسب إلى المسوق وخدمة العملاء. وكذلك العمل في القنب لا يختلف عن عمل رواد الأعمال، إذ يعلق صاحب العمل في أعماله طوال اليوم. فالاختلاف بين العمل الصغير النموذجي أو بيئة ريادة الأعمال هو أن الأعمال الصغيرة منظمة للغاية ولكنها ليست قانونية فيدرالية مثل ريادة الأعمال. فقد لا يخطط صاحب الأعمال الصغيرة للمستقبل بسبب بطء وتيرة الدورة التشريعية فحسب، بل يسعى للتغيرات المفاجئة والمؤثرة في عمله وقد يملك خططاً مختلفة لتغطي القواعد المختلفة للمتغيرات، وذلك يماثل ما يفعله رائد الأعمال عند تأسيس شركة تكنولوجيا ناشئة.

 

 

الفرق بين رواد الأعمال وأصحاب الأعمال: التغلب على التحديات

يواجه كل رائد أعمال تحديات وصعوبات جمة. ويبدأ معظم أصحاب الأعمال أعمالهم الخاصة لتعبهم من متابعة حلم شخص آخر، فيضعون مساراً خاصاً بهم ويستخدمون تكتيكات واستراتيجيات للخروج والاختلاف عن رحلة ريادة الأعمال. ويعد تقسيم أصحاب الأعمال الصغيرة ورواد الأعمال إلى فئتين متميزتين أمر سخيف ويكرس المفاهيم القديمة.

لكن علينا تصنيف كل صاحب عمل على أنه رائد أعمال دون العودة للمفهوم القديم، ودمج أسبوع الأعمال الصغيرة مع الأسبوع العالمي لريادة الأعمال بدعوة الجميع والاندماج. فهذا سيسمح لنا جميعاً بالتعرف على أعمال بعضنا البعض بشكلٍ أفضل ويعطينا فرصة لممارسة التضمين بدلاً من الاستبعاد، وهو أمر جيد للجميع.

فإذا كنت تريد أن تكون رائد أعمال ناجحاً أو صاحب أعمال ناجحاً، فابدأ بمشكلة العملاء والمنتج الذي يحلها واحصل على رأس المال واصنع منتج وقم بتسويقه واكسب العملاء. ففي أحد الأيام، سوف تستيقظ وتدرك ما أصبحت عليه: رجل خاطر وبدأ مشروعاً تجارياً وكسب المال، واستيقظ ليكون رائد أعمال ناجح.