ما هي العوامل التي تلعب دوراً مهماً في نجاح بعض رواد الأعمال؟

هل يوجد طريقة سحرية لنجاح رواد الأعمال! انطلاقاً مما يبحث عنه أصحاب رؤوس الأموال في الشركة الناشئة - عادةً فريق العمل أو المنتج أو السوق المستهدف - لا يوجد شيء محدد يحقق النجاح لرواد الأعمال. يحاول معظم رواد الأعمال (إن لم يكن جميعهم) الحصول على فريق عمل عالي الأداء وأفضل منتج والعثور على سوق أفضل وأكبر، ولكن يفشل معظمهم في ذلك.

إذاً ما الذي يجعل بعض رواد الأعمال ناجحين؟ من المؤكد أن هناك شيئاً فريداً يمتلكه رواد الأعمال المتسلسلون أو يعرفون أنه يحقق لهم النجاح المتكرر. ربما هذا الشيء هو عدم وجود أي نقاط ضعف رئيسية لديهم، وبالتالي يمكنهم التعامل مع جميع أنواع المواقف. أو ربما يكونون متخصصين أو لديهم مهارة فريدة أو قدرة على اكتشاف الفرص، إذ أن المعرفة الأكاديمية مفيدة بشكل كبير، في إحدى النظريات العلمية يتم تعريف رواد الأعمال من خلال مهاراتهم المتوازنة على أنهم أصحاب جميع المهن. وفي نظرية أخرى فإن رواد الأعمال متخصصون ويمكلون مهارات قيادية.
لا شيء من هذا مفيد بشكل خاص عند إدارة الأعمال التجارية، هناك رواد أعمال ناجحون من أصحاب المهن الشاملة وغيرهم من المتخصصين.

إذاً ما الذي يجعل رائد الأعمال ناجحاً؟

 

 

طرق نجاح رواد الأعمال: فهم الناس

إن فهم الناس أمرٌ صعب، لا يتعلق الأمر بالقراءة فقط في كتب علم النفس على الرغم من أن ذلك ربما يساعد، الأهم من ذلك هو أن يكون لديك إحساس عميق بدوافع الناس ورغباتهم، بما في ذلك ما يمكن توقعه في ضوء خلفياتهم ومواقفهم وقدراتهم. يتعلق الأمر جزئياً بالتوافق مع الأشخاص وتطوير علاقات الثقة والاحترام المتبادل، وأن تكون قادراً على أن تضع نفسك في مكان الآخرين وتفهم من أين أتوا وإلى أين يتجهون.

يساعد فهم الأشخاص في جميع جوانب عملك، من تشكيل فريق عمل، تجنب الصراع وإيجاد حلول بسيطة. يتعلق أيضاً فهم الناس بأن تكون قاسياً عند الحاجة أو صديقاً يمكن الوثوق به عندما تصبح الأمور صعبة. في العمل يتعلق فهم الناس بالقيادة بقدر ما يتعلق بالصداقة.

أيضاً ينبغي فهم من هو العميل المستهدف على المستوى الشخصي، وكيف يفكر وما الذي يشعر ويحلم به. الطريقة الوحيدة لتقديم منتج أو خدمة ذات قيمة حقيقية لذلك الشخص هي فهمه. لذا تأكد من أن عرضك يتناسب مع حياة هذا الشخص ويحسنها - بافتراض أنك تعرف كيفية إيصال الفائدة.
إن فهم الأشخاص مهم داخل الشركة كما هو خارجها، لذا إذا اكتشفت ما يبحث عنه الناس، فأنت بالفعل في المقدمة.

 

 

طرق نجاح رواد الأعمال: اختيار السوق المستهدف

مهما كان مجال عملك، فمن المهم إيجاد السوق المستهدفة ثم تركز كل وقتك وطاقتك في تلبية احتياجات ومتطلبات السوق. عندما بدأ ديك ومارك شركة City Capital، أقر أنه لم يكن لديه خطة عمل موجزة، ولكن الشيء الوحيد الذي كان يعرفه هو السوق المستهدف وكيف كان سيقدم فوائد تميزه عن المنافسين. قد ترغب باستكشاف أسواق مختلفة ومربحة أكثر مثل الشركات الكبرى في حالة City Capital، ولكن لا تستسلم. تجعل الشركات الرائدة التي تهيمن على أسواقها من أولوياتها الرئيسية العثور على مكانها المناسب في السوق ثم تعمل فقط داخله.

 

 

طرق نجاح رواد الأعمال: تنمية العلاقات العامة

قال المؤسس المشارك والعضو المنتدب ديك كينج: "لقد علمنا منذ البداية أن الطريقة الوحيدة التي سنميز بها أنفسنا هي بناء علاقات إحالة لأعمالنا. تؤثر العلاقات العامة بشكل كبير على عملنا، وهذا أحد المجالات الرئيسية التي نتعامل معها بجدية بالغة". لذلك لا تُقلل من أهمية العلاقات العامة، وعند التحليل والبحث عن أسباب نجاح شركة City Capital وتميزها عن المنافسين، من الواضح أن قوة علاقاتهم المهنية تتصدر القائمة.

من أفضل الأشياء التي يمكنك القيام بها الآن سواء كانت شركة ناشئة أو شركة قائمة أن تضع قيمة هائلة لعلاقاتك العامة وتسعى دائماً لتقديم النصح والمساعدة دون انتظار المقابل، سيساعد هذا النوع من العقلية دائماً على نجاحك في المستقبل أكثر مما تتخيل.

 

 

طرق نجاح رواد الأعمال: خلق ثقافة عمل يشعر فيها كل فرد بأهميته

تبقى ثقافة العمل دوماً عنصراً حاسماً في تحديد نجاح أي منظمة، حيث تخلق أفضل المؤسسات على طول الطريق من شركات Fortune 500 وصولاً إلى الشركات العائلية الصغيرة التي تضم خمسة موظفين، ثقافة عمل يشعر فيها الجميع بأهميتهم ويسعون لبذل كل ما في وسعهم من أجل تنفيذ المهمة الشاملة للمؤسسة.

إحدى الطرق التي خلقت بها City Capital هذه الثقافة هي عدم تعيين رئيس تنفيذي، على الرغم من أن ديك كينج ومارك تيمرمان أسسوا City Capital، إلا أنهم يفخرون بأنفسهم لأنهم طوروا ثقافة حيث لا يُنظر إليهم كبار أعضاء الفريق الآخرين على أنهم رؤساء.

تتمثل وظيفتك بصفتك قائداً لشركتك بأن تغرس وتطالب بثقافة عمل تجعل كل شخص يشعر بأنه مسؤول بشكل أساسي تجاه نفسه وتجاه عملائه بالطبع. من خلال خلق جو تعاوني وجذب كبار المصرفيين الاستثماريين الموهوبين وذوي الإنتاجية العالية.

 

 

طرق نجاح رواد الأعمال: فهم الاقتصاد
لا يتعلق فهم الاقتصاد بالتمويل أو المحاسبة أو خفض التكاليف، فرجال الأعمال الناجحون يفهمون كيفية بدء عملهم، وأن العمل موجود في سياق اقتصادي، أي يوجد آليات وعمليات تجارية في اقتصاد السوق تجعله يعمل بطريقة معينة.

يدرك رواد الأعمال أن هناك اتجاهات اقتصادية، ولكن يمكن أن تتعطل هذه الاتجاهات، يفهمون أن الاقتصاد يتغير، لكن هذا التغيير غالباً ما يتم التنبؤ به، إنهم يدركون أن الأسعار تمثل معلومات وأن المنافسين والموردين والشركاء يهدفون جميعاً إلى توفير قيمة للمستهلك.

ينبغي على رواد الأعمال الناجحين فهم الاقتصاد بعيداً عن النماذج الرياضية التي يتم تدريسها في دورات الاقتصاد المتوسط ​​والمتقدم في الجامعات، وهو أقرب إلى التفكير الاقتصادي الذي يتم تدريسه في دورات مبادئ ريادة الأعمال. يُفهم السوق بشكل أفضل على أنه عملية مستمرة للإنتاج والتغيير، يتم توجيهها من خلال توقعات رواد الأعمال لما يريده المستهلكون. في القرن التاسع عشر، تحدث الناقدون الاقتصاديون والاجتماعيون عن السوق باعتباره انسجاماً أو كائناً اقتصادياً يعيش ويتنفس ويتطور.

لا تهدف ريادة الأعمال إلى تحقيق مكاسب قصيرة المدى أو التغلب على رجال الأعمال المتفوقين، بل تدور ريادة الأعمال حول المشاركة في البحث التعاوني حول كيفية استخدام المجتمع للموارد المحدودة بشكل أفضل لتلبية رغبات الناس، ويكسب رواد الأعمال الأفراد أرباحاً لمساهماتهم القيمة في هذا التعاون الاجتماعي.

 

إذا فهمت الناس وفهمت كيف يعمل اقتصاد السوق، بالمعنى الضمني إن لم يكن بديهياً، فستتجنب الكثير من الأخطاء التي يميل رواد الأعمال إلى ارتكابها مما يجعلهم يفشلون.

إذا فهمت الأشخاص، فستتجنب تكوين فريق عمل مختل وستتمكن من الوصول إلى النجاح، سوف تتجنب إساءة تفسير العملاء وإساءة فهمهم وتقليل مخاطر عدم وجود سوق لمنتجك.

أما إذا فهمت كيف يعمل الاقتصاد وكيف يلائم عملك السوق المستهدف الشامل، يمكنك وضع منتجك وإنتاجك لتقديم أكبر مساهمة للمجتمع. هذا يعني أنك ستتجنب القرارات المحفوفة بالمخاطر وقصيرة النظر والاستراتيجيات المدمرة، ويمكنك تحديد الأولويات بدقة.
ونأمل أن تساهم الطرق السابقة بمثابة نقطة انطلاقك لتحقيق المزيد من النجاح في مجال ريادة الأعمال.